مثل استقبال فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، حفظه الله ورعاه، لابنائه أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم من اللاعبين ومعهم الجهاز الفني والإداري، و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قيادة وزارة الشباب واتحاد القدم، مثل ذلك الاستقبال قمة في الحرص على تحقيق الأبوة الصادقة، فخامته رأى أن اللاعبين يحتاجون الى لقائه في هذا الوقت بالذات وسط ما قدموه من أداء لم يلقى استحسان الجماهير اليمنية التي كانت تمني النفس بأفضل من ذلك، وكعادته يعرف فخامته الوقت المناسب، لان أي وقت آخر غير الآن لن يكون له أي وقع في نفوس اللاعبين الذين ومنذ انتهاء المباريات يترقبون ماذا سيقول الأب الكبير لابنائه.
إن المنافسات الرياضية فوز وخسارة، وعليكم تقبل الخسارة بروح رياضية ولا تؤثر على معنوياتكم وأدائكم المستقبلي، حيث ليس هناك فريق يقبل لنفسه الخسارة، وينبغي أن تكون معنوياتكم دائماً عالية وأداؤكم جيداً في الملاعب والمشاركات الرياضية المقبلة لتحقيق نتائج أفضل ومشرفة لوطنكم)، إن تلكمُ الكلمات القليلة في حروفها الكبيرة في معانيها التي تختزل في طياتها الكثير من التعبيرات التي تجول في خواطر الجماهير اليمنية، فالخسارة ليست نهاية المطاف بقدر ما هي لحظة مهمة للوقوف مع الذات لمعرفة الأخطاء، وكما قال فخامته : ليس هناك من يقبل الخسارة لنفسه، وهذا بيت القصيد، فعلى المسؤولين في الوزارة والاتحاد تحمل مسؤولياتهم وأن يعرفوا أنهم يشاركون اللاعبين المسؤولية فيما حدث، لذا فما عليهم إلا توضيح الصورة الحقيقية لملايين اليمنيين.
(الاهتمام، والإعداد، والتدريب، واكتساب اللياقة البدنية العالية، والاستفادة من الخبرات الرياضية وتجارب الآخرين في بناء المنتخبات الوطنية، ضرورة الاهتمام بمسابقات الدوري العام بحيث تكون هي الأساس في إعداد المنتخب الوطني، واختيار تشكيلة المنتخب على أسس فنية ومهنية وبعيداً عن أي مجاملات أو محسوبيات أو اعتبارات غير فنية ومهنية )، يا لها من كلمات حقيقية صدرت من فخامته لتجسد حرفيا ما يريد ان يقوله أكثر من عشرين مليون يمني، لقد عرف تماما مكمن الخلل، فالمجاملات والمحسوبيات التي تبنى عليها منتخباتنا الوطنية، بعيدا عن الأسس الفنية، هي من تؤدي إلى الفشل في تحقيق ما نريد، ولو صبت الدولة عليها المال صبا، فهناك من هو أجدر من لاعبي المنتخب الحاليين لو فتشنا كما قال فخامته عن الأجدر في الدوري العام.
إن وطنا بمساحة أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع، وبتعداد سكاني يفوق العشرين مليون نسمة، لهو وطنٌ غني ٌ بالمواهب مليء بالمبدعين، كما قال فخامته، ولكن القصور في عدم الاهتمام بالمواهب الصغيرة والشابة في المجال الرياضي والكروي على وجه الخصوص والتأخر في صقل مهاراتها وإعدادها في المعاهد المتخصصة، وبما يخلق منها نجوما في المستقبل، فما تقدمه الدولة من مبالغ كبيرة جدا من مال الشعب التواق إلى أن تثمر هذه المبالغ وتؤتي أُكلها، نعم فما تقدمه الدولة لوزارة الشباب واتحاد كرة القدم خصوصا في السنوات الأخيرة لا يعفيهم من تحمل المسؤولية بشجاعة، فهم المحاسبون طالما والجهات العليا لم تقصر معهم في شيء.
كنا في الماضي نعلق الفشل على شماعة نقص الدعم المالي، انعدام المنشآت، الافتقار الى الكفاءات التدريبية المعروفة عالميا، وهي شماعة ينبغي أن تكسر، فالدعم المادي المقدم حاليا وبمقارنته بحالة البلاد الاقتصادية يفوق ما تقدمه دول الخليج مقارنة بمستواها الاقتصادي الكبير، وما بنته الدولة من منشآت رياضية تعد عملاقة أولا إذا قارانها بسنوات ما قبل الوحدة المباركة من جهة، وثانيا إذا قارنها بدول الجوار، كما أن الافتقار للكفاءات التدريبية لم يعد له محل من الإعراب، فالجهاز الفني الحالي بقيادة ستريشكو يتقاضى أجرا ماليا يفوق ما يتقاضاه مدرب المنتخب السعودي، إن المال المقدم لوزارة الشباب ليس المقصود منه فقط إعداد منتخب لكرة القدم بل من أجل استغلال طاقات الشباب وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم وبنائهم البناء السليم جسمانيا وفكريا وبما يعزز من دورهم في خدمة الوطن.
إن التكريم المعنوي والمالي الذي حظيَّ به اللاعبون من فخامته، وفي ضوء النتائج المسجلة، يجعل من محاسبتهم ومعهم وزارة الشباب والرياضة والاتحاد أمرا مفروغا منه، فالأب يعطي بدافع الحب والتحفيز، ولكنه يحاسب في حالة التراخي والتقصير، وينبغي على اللاعبين والجهازين الفني والإداري ومعهم وزارة الشباب والرياضة والاتحاد ان يحاسبوا أنفسهم أولا، وأن يجعلوا ما قدموه في كفة وما أُعطي لهم في كفة أخرى، وبلا ريب سيجدون أن الكفة التي تحمل الدعم هي الأرجح، فعلى الجميع أن يجعل لقاء فخامته بهم والتوجيهات التي أعطاهم إياها خطة لتصحيح الأخطاء، فالشارع الرياضي لن يظل يغفر كثيرا، والأب الكبير لن يخذل الشعب في محاسبة المقصرين أينما وجدوا.