صنعاء (رويترز) - هزت الانفجارات العاصمة اليمنية صنعاء واستؤنفت يوم الخميس الاشتباكت بين قوات يمنية وجنود يدعمون حركة احتجاج حاشدة مع نفاد الوقت أمام التوصل الى حل دبلوماسي يحول دون انجراف البلاد الى حرب أهلية.
وقتل بالرصاص متظاهر مناهض للحكومة وأصيب ثمانية على الاقل بنيران قناصة في "ساحة التغيير" حيث يعتصم نشطون منذ ثمانية اشهر مطالبين بانهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المستمر منذ 33 عاما.
ولم يصمد وقف اطلاق النار الذي دعا اليه نائب الرئيس اليمني الذي يدير شؤون البلاد سوى بضع ساعات مما أبرز الحاجة الى الجهود الدبلوماسية لانهاء اراقة الدماء بعد مقتل نحو 86 شخصا خلال خمسة أيام.
وقال مسؤول بارز من المعارضة لرويترز "تجري مناقشة بعض المبادرات من أجل التوصل الى حل سياسي تحت اشراف جمال بن عمر ونأمل في نجاح تلك الجهود." وكان يشير الى مبعوث الامم المتحدة في الازمة اليمنية.
وفي مؤشر اخر على تفاقم الاوضاع وتعثر اتفاق لانهاء ثمانية أشهر من الاحتجاجات ضد صالح غادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء مساء الاربعاء خالي الوفاض بعد يومين من السعي لاقناع الاطراف بالتوقيع على اتفاق لنقل السلطة وانهاء الازمة.
وكان الاتفاق يقضي بتنحي صالح عن السلطة في غضون أشهر. ويقضي صالح الان فترة نقاهة في السعودية بعد محاولة اغتياله الفاشلة في يونيو حزيران. وكان الرئيس اليمني قد وافق على المبادرة الخليجية من قبل لكنه تراجع ثلاث مرات عن توقيع الاتفاق.
ويثير تدهور الاوضاع في اليمن قلقا في الخارج لان الحكومة المركزية اهتزت مخلفة فراغا يشغله متشددو القاعدة وفصائل انفصالية قرب ممرات حساسة لشحن النفط في البحر الاحمر وخليج عدن.
وفي ساحة التغيير أضرم محتجون غاضبون النار في منزل قالوا ان قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة تبرع بالدم لانقاذ المصابين.
وتمثل الاشتباكات المتصاعدة بين القوات الموالية لصالح المسلحة جيدا والجنود الذين انضموا للمعارضة أسوأ سيناريو للدبلوماسيين الذين يحاولون وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لنقل السلطة بينما يتماثل صالح للشفاء في السعودية.
ويمكن للفوضى ان تكون تربة خصبة للقاعدة التي تمكن اعضاؤها خلال الاشهر القليلة الماضية من السيطرة على عدد من المدن في محافظة استراتيجية تقع قرب ممرات شحن هامة للنفط.
من محمد الغباري واريكا سولومون